وجهات نظر

محمد مطر يكتب: أيها القاتل

محمد مطر
محمد مطر

ثمة نقطة رئيسية، أدَّعي أنها غابت عن الأبصار، وأردت فقط أن أُسَلِطَ القلم عليها لِيُبرزها لأولِي النُهى، وهي أن إهمال القوي للضعيف، كأنه حكم عليه بالقتل، وهو لم يُقتل في إثم اجترحه، ولا جنى على نفسه لضعفه، ولا صلة بين الضعيف والقوي، اللهم إلا نظرات ذلك القوي، الذي يتراءى في عين الضعيف، كأنه صخرة راسية، له قوة، وليس له إرادة، ولكنه يشعُر بمعنى الصلابة في قلبه، هو قوي، ولكنه قوي لنفسه، لا للضعفاء، يسمع القوي، لعنات الضعيف تُصب عليه صبًا، وهو يقول لا بأس أن ينقص عدد أهل الأرض واحدًا، فهم كثير...

تُرى؟ على من تكون هذه التَّبِعة؟؟

أيها الناس، إذا أردتم أن تعرفوا ذلك، فإنكم تستطيعون أن تحققوه بدون أن تكونوا شرطة، أو قضاة، أو أهل قانون، أو رجال فلسفة وحِكْمِةٍ، أو أهل رأي نافذ، ولكن بأن تكونوا من ذوي الإنسانية فقط....

فإن الإنسانية، لا تُرى في الأرض إلا من خلال الضمائر، وما هذه الأجسام إلا صناعة ربانية، رُكِبَت هذا التركيب، لتصلح لحياة الضمير.

فذلك القوي لم يقتل الضعيف، وهو بريء اليد، ولم يحتل لقتله، ولكن الإنسانية حين تنادي الضمائر بأوصافها فتقول.. أيها الأستاذ، أيها الطبيب، أيها المهندس، أيها المحاسب، أيها الشيخ، أيها الكريم، أيها السافل، أيها الشقي، أيها السفيه، جميعهم يصيحون بضمير هذا الضعيف قائلين.. أيها القاتل.

فندق سفير القاهرة
محمد مطر إهمال القوي للضعيف