وجهات نظر

هزيمة تاريخية لإسبانيا

خاطر عبادة
خاطر عبادة

أضفت عوامل التاريخ والجغرافيا والثقافة أجواء جميلة من المتعة والبهجة لمواجهة منتخبى المغرب وإسبانيا فى كأس العالم المقامة حاليا بدولة قطر.
فوز مغربى عربى بلون وطعم مميز وهجين، حيث لا يزال التاريخ والجغرافيا والثقافة حاضرين ويمثلون إرثا مشتركا بيننا وبين بلاد الأندلس قديما والتى كانت حدودها القديمة بين جنوب ووسط إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا؛ فضلا عن تقاربهم فى الشكل والصفات مع العرب؛ حيث كانت طباعهم تميل للمحافظة على التقاليد حتى بعد منتصف القرن العشرين.
هذه المرة تعاطفت الأرض العربية لتحسم مصير الماراثون الكروى لصالح المغرب لتحقق انتصار تاريخى غير مسبوق بعد ملحمة استمرت أكثر من 120 دقيقة.. وقالت صحف مدريد إن إسبانيا كانت "جبانة" ولم تجرؤ على اختراق دفاعات المغرب القوية طوال المباراة.. وفشلت حتى فى تسجيل أى هدف من ركلات الترجيح.
الإعلام الإسبانى يرى أنه لم يعد هناك مستقبل لمدرب المنتخب الوطنى لويس انريكى؛ فقال إن اسبانيا تستحق أن يكون لها فريق أفضل من ذلك، والتى غادرت كأس العالم بقطر فى وداع مخجل.
ولم تكن المفاجأة فى أداء المغرب الذى اتسم بالقوة والثقة من أول دقيقة فضلا عن وفرة النجوم الدوليين المحترفين بصفوفه مثل حكيم زياش وبوفال وحكيمى وغيرهم، وكذلك تصريح المدرب الإسباني بأنهم استعدوا لركلات الترجيح قبل المباراة بأداء ألف ركلة جزاء خلال التمارين.
ولم ينتصر العرب بفرض مبادئهم فقط خلال تنظيم مونديال محترم يليق بأدب وثقافة العرب بل حققوا انتصارات كروية تاريخية على منتخبات كبرى مثل الأرجنتين وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا.
لأول مرة تتحول الرياضة إلى ساحة تنافس ثقافى بين الشعوب وليس فقط كروى، ووسيلة دعاية وتعريف لجماهير العالم بالثقافة العربية المحبة للسلام وفى إطار احترام التنوع والاختلاف.. بخلاف بعض المنتخبات الأوروبية العنصرية التى دخلت مونديال قطر بلهجة استعلائية وتريد أن تفرض معاييرها الغريبة على الحضارات الأخرى، فوجدوا أخيرًا صدى العرب قويًا يقول بأعلى صوت "لستم أوصياء على الإنسانية ومبادئها، وأنّ الشرق هو الأصل دائمًا".. لأول مرة تقريبًا يحقق العرب انتصار نفسى ومعنوى وثقافى على الغرب فى ميدان مختلف تمامًا وبعيد عن لعبة السياسة وهى الرياضة.. سفير السلام.

فندق سفير القاهرة
خاطر عبادة هزيمة تاريخية لإسبانيا