ما الذي يجري في مصر؟ بقلم: محمد مطر
يوم لايتأكتب بشجاعة الجاهل، الذي يعلم علم اليقين، أن لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن الإنجازات، حقيقة كانت أو وهمية، رائعة كانت أو تافهة، في أرض الدعة والأمن، ثم يكتب عن السخط الذي يملأ صدور الناس، وعن حياة الشعب التي أصبحت ميدانًا للعبث والتخلف والفوضى، وما زالت ثلاثية الموت من فقر ومرض وجهل، كما هي...
ومع كل هذا ما زال الشعب العظيم يمني النفس بحياة أفضل، بالرغم من أن جسده يترنح، ويعاني آلامًا مبرحة، ولا أحد يعلم أهي سكرات الموت، أم تباشير الولادة...
وقد اختلفت الآراء كثيرًا حول أسباب هذه المحنة، لكن لا جدال عندي في أن العامل الرئيس هو أن الأمر متروك بين أيد أخشى أن لا تستطيع أداء رسالتها، وهذا إجرام في حق الشعب، وحق الوطن...
كان من المحتمل أن ينتهي هذا المصير بعد ثورة ٢٥ يناير المجيدة، وري ظمأ الشعب إلى الحرية والعدالة الاجتماعية، ولكنه لم يعط حتى الشبع الروحي الذي كان ينشده، وعاد ثانية ليواجه حقيقة الحياة بقسوة أشد وطأة...
وكان طبيعيًا أن يملأ السخط صدور الشعب الذي فقد القدرة على فهم الحياة المتغيرة بطريقة موحشة، وكذلك فقد الرغبة في التغلب على حياتهم المحزنة والوضيعة والمهينة لإنسانيتهم، وأصبح كل فرد من الناس أبعد ما يكون عن الرضى، لأنه وبكل بساطة تفشل كل محاولة للتغيير للأفضل، بل والأنكى أن كل محاولة يكون مردودها أسوأ من سابقتها... فاستكان الشعب، أو هكذا يخيل إلي، وبعض السكون موت...
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء...