خاطر عبادة يكتب: بيت العنكبوت
يوم لايتكلمة يهودى يضرب بها المثل فى الكفر والقسوة وجحود القلب الذى أصبح عنوان المشهد العالمى الحالى.. حين يتسيد اليهود العالم ويتحكمون فى صنع القرار العالمى
أصبحت القسوة عنوان المشهد العالمى الحالى.. تضاءلت الرحمة والخير أمام القسوة والشر فى هذا العالم بمعنى الكلمة ونحن فى عصر حكم بنى صهيون
بينما تتقطع قلوبنا على أهل غزة وهم يواجهون أكبر إبادة جماعية خلال العقود الأخيرة على يد القاسية قلوبهم تحت حماية أمريكا التى جاءت من آخر العالم لتشرف على مذبحة غزة وتتعنت هى الأخرى فى وقف إطلاق النار.
من يحنو على أهل غزة وهم يبادون الآن أمام أعين العالم.. سوى ضعفاء مثلها لا يمكنهم إغاثة غزة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل
حتى حركة حماس التى تختبيء تحت الأنفاق بين المنازل وأصبحت ذريعة الاحتلال لقصف المدنيين فى تصرف غير مفهوم.. ولا يمكن أن تكون أبدا حركة مقاومة بشكلها الحالى طبقا للمفهوم السياسى والعسكرى، ولا يمكنها أن تقود حرب استنزاف بمعنى الحرب.. من يحمى الفلسطينيين من أنفسهم ومن هذا النضال المزعوم؟!
ومع ذلك؛ فإن ما تسمى بدولة إسرائيل واهية و أهون من بيت العنكبوت.. الذى تحميه بسلاح لكن لا تقدر على المواجهات المباشرة.. ماذا ستفعل إذا تغير ميزان القوى الكبرى فى العالم و سقطت ولاية أمريكا أو أدارت ظهرها لمنطقة الشرق الأوسط .. سيلتهمها أصحاب الأرض فى دقائق.
وخاصة أن العالم الآن على صفيح ساخن ويشهد فترة تقلبات وتغيرات سريعة قد يتمخض عنها حرب عالمية فى أى وقت وبسرعة الصاروخ؛ حين نضع فى الحسبان عدد الحروب فى الفترة الأخيرة وقوة روسيا والصين.. وقد يضطر الغرب لارضاءهما ببعض المناطق المنازعات عليها مثل أوكرانيا وتايوان فى محاولة للحفاظ أو لعدم تحجيم قوتهم بأوروبا والاحتفاظ بمناطق نفوذ أهم مثل الشرق الأوسط.. وشيئا فشيئا سيضعف الغرب وتنحسر أو تنكسر قواه.
لكن الصهاينة لديهم سلاح آخر.. فهم معروفون بانحلالهم الأخلاقي ويدركون جيدا أنهم فسدة ولديهم غريزة الانحراف؛ لذلك يلجأون لإفساد الشعوب وتغيير أخلاقهم و إبعادهم عن دينهم وتقسو قلوبهم تجاه بعضهم ويتفرقون؛ حتى تسهل السيطرة عليهم وينال الشعوب نصيب من أفعالهم ويدعون الله ولا يستجاب لهم.. وهذا ما تجسد حرفيا فى فيلم "السفارة فى العمارة" .. حينما لجأت السفارة الإسرائيلية لابتزاز البطل وهو عادل إمام وهو يقوم بفعل غير أخلاقى فيتنازل عن شكواه لطردهم من العمارة.. فهنا البطل يمثل الشعوب التى فسدت أخلاقها فلا تستطيع طرد إسرائيل من المنطقة.. فقد أصبح فاسقا مثلهم!
لكن من يدرى.. لعل فساد بنى صهيون وعلوهم وكثرة جراءمهم وقتلهم للأطفال الملائكة والنساء والشيوخ وكفرهم وجحودهم هو علامة على قرب نهايتهم .. هم الآن فى عجلة من أمرهم ومتسرعون أكثر من أى مضى لطرد الفلسطينيين من المدن بالقدس والضفة وغزة ويدمرون كل ما هو فلسطينى أو كل ما يتعنت ويقف فى طريقهم.. لكن هذا الاستعجال هو نهاية أجلهم.. فهم حقا يخربون بيوتهم بأيديهم.. وقريبا إن شاء الله- بأيدي المؤمنين.