وجهات نظر

مي علي تكتب: ”المنصور للسيارات.. حين يتحوّل المستورد إلى مُصنّع: بداية حقيقية لحلم السيارة المصرية”

مي علي
مي علي

ما أعلنته مجموعة "المنصور للسيارات" مؤخرًا، في رأيي، ليس مجرد مشروع صناعي جديد، بل نقطة تحول في مشوار طويل كانت مصر تبحث فيه عن موطئ قدم بين دول تصنع ولا تستهلك فقط.


مشروع المنصور… بداية جادة لصناعة وطنية


مع دخول "المنصور" إلى مجال التصنيع المحلي فعليًا، من خلال مصنع جديد بطاقة إنتاجية عاليا سنويا ، أشعر أننا أمام لحظة تستحق التوقف، لأننا نرى لأول مرة نية حقيقية لبناء منظومة إنتاج كاملة – من خطوط التجميع إلى الصناعات المغذية، وليست سيارات فقط.. دي منظومة متكاملة.


وكمتابعة لملف الصناعة، شدني بشدة إعلانهم عن مصنع الفلاتر في العاشر من رمضان بطاقة إنتاجية ضخمة في دولة تعاني من فاتورة استيراد قطع الغيار، مصنع بهذا الحجم يعني تقليل الضغط على الدولار، وخلق فرص تصدير حقيقية، ودعم للمكون المحلي اللي كنا دايمًا بنشتكي من نقصه.


هل هذا هو الطريق للسيارة المصرية؟


من المعروف إن المنصور تملك حقوق توزيع علامات عالمية مثل شيفروليه، أوبل، وMG. لكن داخليًا، لا أستبعد أن يكون هذا التوسع بداية لطراز جديد مصري بالكامل، مصمم لاحتياجات المواطن المصري، وسعره مناسب لشريحة كبيرة، وخاصة في ظل تشجيع الدولة لمبادرات الإحلال والتجميع المحلي.

نقلة ليست فقط للمجموعة.. بل لمصر كلها

أنا مش ببالغ لما أقول إن دخول "المنصور" في التصنيع ممكن يكون الشرارة اللي تغير شكل الصناعة في مصر، وجود مصنع حديث، بتكنولوجيا عالمية، وبخطة واضحة للزيادة التدريجية في الإنتاج، هو فرصة لإعادة الثقة في قدرتنا كمصريين على إنتاج سيارة نعتز بيها ونصدرها كمان.

وأخيرا ..


في عالم يتحول فيه النقل إلى كهربائي وذكي، مهم إننا نكون موجودين، ومتواجدين وحاضرين علي الساحة ولسنا فقط متفرجين، و"المنصور للسيارات" حاليا ليست مجرد فقط شركة توكيل ولبيع سيارات، لكن هي نموذج يحتذى به وكأنهم يرسمون الطريق للأجيال القادمة، شكرا للشركة المنصور لأنها بهذا القرار ستعيد وتشغل مرة أخري تروس الماكينات وتستعيد مصر مكانتها في الصناعة كما كانت في الماضي .