أمل محمود تكتب: الكلمة الطيبة


الكلمة الطيبة هي النور الذي يشع من اللسان فيضيء القلوب ويبعث الطمأنينة في النفوس.
فهي ليست مجرد حروف تُقال، بل رسالة تحمل في طياتها معاني الرحمة والمودة والتقدير.
قد تكون الكلمة الطيبة بسيطة في ظاهرها، لكنها عظيمة في أثرها، إذ تستطيع أن تمسح دمعة، وتُعيد الأمل، وتفتح أبوابًا من السعادة.
من الناحية الدينية، ارتبطت الكلمة الطيبة بالثواب والجزاء الحسن، فقد شُبّهت بالشجرة الطيبة التي تضرب بجذورها في الأرض وتعطي ثمارها في كل وقت. فهي دليل على نقاء القلب وصفاء النية، كما أنها تعكس صورة جميلة عن أخلاق الإنسان وإيمانه. والكلمة الطيبة في جوهرها نوع من الصدقة، لا تكلّف شيئًا، لكنها عند الله عظيمة الأجر.
أما من الناحية الاجتماعية، فإن الكلمة الطيبة تسهم في بناء مجتمع متماسك تسوده المحبة والتقدير.
فهي قادرة على إزالة الحواجز بين الناس، وتخفيف حدة الخلافات، وإذابة الجليد بين القلوب المتباعدة. عندما يتعود الإنسان على الكلمة الطيبة، فإنه يترك أثرًا لا يُنسى، وتصبح علاقاته أكثر قوة ورسوخًا.
وعلى المستوى النفسي، أثبتت الدراسات أن الكلمات الإيجابية ترفع من معنويات الفرد وتزيد ثقته بنفسه، بينما الكلمات السلبية تضعف العزيمة وتترك أثرًا مؤلمًا. فالكلمة الطيبة تعمل كرسالة دعم وتشجيع، تعيد للإنسان طاقته وتدفعه نحو الإبداع والنجاح. كما أنها تترك في القائل شعورًا بالرضا الداخلي، لأنها تنبع من صفاء القلب وحب الخير للآخرين.
وليس أثر الكلمة الطيبة قاصرًا على الأفراد فقط، بل يمتد ليشمل المجتمعات بأكملها. فالمجتمع الذي يسوده الود والاحترام المتبادل، تنخفض فيه معدلات التوتر والخصومة، ويزداد فيه التعاون والتكافل. وبذلك تصبح الكلمة الطيبة وسيلة لبناء حضارة إنسانية أكثر رحمة وسلامًا.
وفي الختام، تبقى الكلمة الطيبة سلاحًا ناعمًا لكنه قوي، يفتح القلوب المغلقة ويزرع الأمل في النفوس.
فهي بذرة خير إذا زُرعت أثمرت محبة ووئامًا، وإذا غابت حلّ مكانها الجفاء والقسوة. فلنجعلها عادة يومية ننشر بها الخير ونصنع بها مستقبلًا أكثر إشراقًا.