أنت النصر يا صلاح.. بقلم: محمد مطر
يوم لايتليس النصر في أن تقتلهم واحدًا تلو الآخر، إنما النصر أن تجعلهم يتذكرون دائمًا أنهم غرباء، وسيظل الجسد العربي يلفظهم، ولا يقبلهم، مهما حاول القادة العرب العدوان على التاريخ وتزوير الموروث الثقافي بتوقيع المزيد من مكاتبات التطبيع.
ليس النصر أن تضع عينك في أعينهم ولا يرف لك جفن، إنما النصر أن تجعلهم يتحسسون تلك الندبة في قلوبهم ويتوجعون... كل هذه المعاني وأكثر، أدَّعي أنها كانت في مخيلة الشهيد بإذن الله محمد صلاح ، الجندي المقاتل، في صفوف القوات المسلحة المصرية، حينما أطلق صرخته المدوية، والتي سمع بها أهل الأرض والسماء، في وجه الكيان الصهيوني المحتل الغاصب.
لقد أثلج صلاح صدور الشباب العربي من المحيط إلى الخليج، ولا نلتفت لبعض الأصوات التي تأكل مع الذئب، وتبكي مع الراعي، الرافضون لفعله المحمود، بدعوى أن بيننا وبينهم معاهدة للسلام، مع أنهم لا يعرفون عن السلام شيئًا غير اسمه فقط، لقد أثبت محمد صلاح الشاب المصري الفقير، مجددًا هشاشة الكيان الصهيوني، الذي دائمًا ما يتشدق بقوته التي لا تقهر، وما زال لم يتعلم الدرس جيدًا، بأن عزيمة وإرادة الشعوب العربية هي التي لا تقهر مهما طال زمن الانبطاح أو الاستحمار.
لقد أعاد محمد صلاح مجددًا القضية القديمة المتجددة أن الشعوب العربية وما تؤمن به وما تتمناه في وادٍ، وأن القادة والأنظمة العربية في وادٍ آخر.
كانت مشاهد الصهاينة حزينة ومؤلمة بالنسبة لهم، ولكل من يتعاطف معهم، ولكنها كانت بردًا وسلامًا على أهلنا ممن ذاقوا مرارة الفقد وآلامه على يد هؤلاء الصهاينة. وأخيرًا وليس آخرًا نم قرير العين يا صلاح فدعوات الفقراء تساندك مهما كانت الدوافع التي جعلتك تقوم بما فعلت.
وإلى لقاء إن قدر الله لنا اللقاء والبقاء...