سيدي القاريء بقلم: محمد مطر
يوم لايتسيدي القاريء، ألا ترى معي أن كل حرفة، أصبحت وظيفة، وكل وظيفة، لم تعد سوى وسيلة لتأمين الوجود الإنساني نفسه، ألا يخبرك هذا التسلسل التدريجي للمجتمع بمدى التفاهة التي وصلنا إليها.
سيدي القاريء، ألا ترى معي أن طفيلي الثقافة في صعود مبتزل، في مقابل ابتعاد أو استبعاد ممنهج لكل ما ينتمي للثقافة بصلة، من خلال الكفاءة، والقدرة، والجودة، والذكاء، والابتكار، والتفكير خارج الصندوق، بعيدًا، عن التفكير الأكاديمي البحت الذي يصطدم بالتمويل كحجر عثرة في طريق أي تطور للوعي والثقافة المجتمعية، وحرية الرأي والتعبير، ثم يسبغ الإعلام هؤلاء الطفيليون بالأهمية، وهو عرف متبع منذ زمن دون إدراك حقيقي منّا، ألا يخبرك إسباغ الأهمية على الصغائر بمدى التفاهة المجتمعية التي وصلنا إليها.
سيدي القاريء، ألا ترى معي أن مواقع التواصل الاجتماعي، قد نجحت فعليًا في ترميز التافهين مجتمعيًا، حتى صدق الناس ذلك في مقابل عدم الظهور في الواجهة، والزهد، والهروب، والاختفاء، من الرموز الحقيقين للمجتمع، ألا يخبرك هذا بمدى التفاهة التي وصلنا إليها.
سيدي القاريء، إنني لم أستغرق في المبالغة بالتفاصيل حتى لا أضيع وقتك الثمين، واكتفيت بالإشارة إلى بعض، وليس كل، من الجوانب الهامة في حياتنا، لفهم ما يحيط بنا، من وجهة نظر متواضعة.
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء.