خاطر عبادة يكتب: الصهاينة يسرعون الخطى لمحو عروبة فلسطين
يوم لايتيعكس الحصار الضارى لقطاع غزة مدى وهن الأمة العربية وتمزقها وهى تواجه أشد عدوان فى تاريخها؛ وفى كل حرب تواجهها غزة وحدها بصمود وصبر المؤمنين تكون بمثابة بروفة أو تجربة إسرائيلية-غربية للإعداد لمرحلة جديدة من الانقضاض على ما تبقى من عروبة فلسطين ووحدة العرب؛ ولكن يتبقى شيء واحد صلد كالصخر يقف ما وراء غزة ويصون ما تبقى من لحمة عربية هى قلب العروبة مصر.
ولم يعد سرا تكالب وتداعى الأمم والحضارات القديمة ضد العرب المنقسمين؛ ولدى كل أمة تحالف ومشروع واطماع بالمنطقة؛ وهى المشروع الأمريكي الصهيونى- الغربى الذى يواصل نهب واحتلال المنطقة، ثم يتربص المحور الإيراني الشيعى منتظرا لحظة الانقضاض؛ وكان جزء من مشروع تقسيم سوريا والعراق واليمن.. ثم يقدم من بعيد التحالف الروسي الصينى وله اطماع وتواجد بالمنطقة؛ الا ان له أطماع أكبر وطموح فى أن يرث الإمبراطورية الغربية.
باختصار فإن العالم يقف على صفيح ساخن ويواجه فترات عصيبة حتى وإن هدأت حرب غزة لفترة لكنها تمهيدا لاطماع أكبر مع توسع الاحتلال والاستيطان، وبينما نراه نحن أننا كعرب الضحية والطرف الضعيف من زاوية؛ وقد تظن أنهم جميعا متحدون علينا؛ لكن قلوبهم شتى؛ لكن من زاوية أكبر تبدو هناك صراعات مستمرة بين الدول الكبرى مثل أوكرانيا وتمتد لحروب اقتصادية وحروب بالوكالة وليس مستبعدا أن يصل مداها إلى الشرق الأوسط؛ حيث أن الجديد فى حرب غزة هذه المرة هو رؤية القواعد الأمريكية التى تواصل سرقة النفط فى العراق وسوريا وهى تستهدف من قبل ميليشيات شيعية، قد يكون بإيعاز من روسيا.. مع اشتداد حروب الطاقة بين الدول الكبرى.. فهل يمتد الصراع ليشمل النفط العربى؟!
على أية حال فإن العالم على ما يبدو يقترب من أيام حاسمة؛ الكيان الصهيونى يسارع الخطى لمحو عروبة فلسطين.. بتهجير قسرى لسكان شمال غزة التى تمثل العمق الأكبر كثافة لفلسطين- وتوسيع الاستيطان اليهودى بأحياء الضفة والقدس المحتلتين.. وفى نفس الوقت أرسلت أمريكا أساطيل جديدة وغواصات نووية لمنطقة الشرق الأوسط.. وقالت إنها رسالة ردع بعد هجمات شيعية ضد قواعدها بالمنطقة وهو تهديد جديد.. والكل طامع فى خيرات العرب..
أما ما يحدث فى أوكرانيا فهو مجرد البداية والأسوء لم يأت بعد؛ حيث تواصل روسيا حربها لاستنزاف وتدمير أوكرانيا واستهداف مستودعات النفط؛ ويراهن الغرب أيضا على استنزاف اقتصاد وجيش روسيا.. لكن تظل المخاوف قائمة من توسع الحرب إلى خارج الحدود وتأثيرها الكارثى على اقتصاد وحياة كل الناس.